المقالات

03/10/2010

سرعة الحياة

 

سرعة الحياة

خلال السنوات الماضية و بشكل متسارع أصبحنا نرى متغيرات كثيرة في كل شي و بكافة أمور الحياة حتى طعامنا نالته هذه التغيرات, وفي الحقيقة ما هي إلا ظواهر سلكها الإنسان لأهداف كثيرة قد تكون سلوكية أو اجتماعية أو مادية ، لو أخذنا نتمعن في هذه المعاني أو هذه الأمور بشكلها القديم و تحديداً الغذاء لأجمعنا جميعنا على أن الغذاء من أثمن الأشياء عند العرب في قديم الزمان فكان الطعام هو حلم الإنسان ورزقه و أمله بالحياة بل كان الغذاء في كثير من الأحيان الغناة و الفقر و الموت و في بعض الأحيان الحد بين الجود و الشح و الكرم و البخل. فكانت العرب في قديم الزمان تفتخر بأصعب الأمور ألا وهي أكرام الضيف في أشد الظروف قسوة ألا وهي أطعام الضيف من بيت قد لا يكون فيه لا طعام و لا شراب فهذا هو البرواز و تلك هي الصورة لذلك الزمن القديم


تطورنا فتطورت الحياة معنا بطعامنا و شرابنا و لباسنا حتى أصبحنا نتفنن بالتجارة و الصناعة و حتى الصحة. علماً بأن هذه التطورات وبشكلها الكبير قد لا يمكن استيعابها لأسباب كثيرة منها سرعة النمو والحداثة التي نمر بها. فعندما تبدءا بالمقارنات مثلا في مجالاً ما و تحديداً الصحة نكتشف أموراً كثيرة هي في الحقيقة أقل من حجمها الصحيح!!! ولكن الصحيح هو ليس بهذا الشكل, وإنما الإنسان المتعلم يعلم بأن الأسس في هذه المقارنات هي في الأصل تعتمد على الواقع و التجربة من الإحصاء و البيانات التي ما تم انجازها في فتره زمنيه معينة, بحيث تكون هي المنطلق الصحيح في تقييم أمورنا في الحياة


عندما تسافر للخارج قد تنبهر بجمال الطبيعة و سحر الحياة متجاهلاً تفاصيل الأمور بسبب طبيعة اختلاف الحياة و لكن عندما تستقر تبدءا بالانتباه إلى ما حولك. فالحقيقة و الواقع و بدون مبالغة نحن أفضل من غيرنا بفارق كبير و السبب في الأمر هو أن هنالك عوامل سلوكية و نفسية ساهمة في جعل صورة الخارج أفضل مما لدينا كمثل الألوان و انعكاسها على النفس (ما أقصده هنا ألوان الطبيعة), و لكن لو تمعنا في الخدمات التي تقدم للشخص هناك سوفا تجد ما هو أكثر و أفضل في بلادنا. لن أخرج عن الموضوع الصحة علماً بأننا لو تحدثنا قليلاُ عنها فأننا قد لا ننتهي منها, عندما تدخل مستشفى هناك فأنك قد تبهر بالفخامة لا أكثر و لكن في ما سوفا تجده من خدمات صحية ما هي إلا في الحقيقة خدمات عادية قد تجدها في أي مستشفى لدينا و السبب هو و بكل بساطه اتجاه الغرب للمادة باستخدام أساليب الدعاية و الإبهار, طبعاً لا ننكر بأن هنالك من هم في غاية العلم و التخصص و لكنهم آخذو بالانحسار بسبب طغيان المادة على العلم

إذا فالإنسان منذ القدم وهو يعمل على تطوير نفسه و تحسين أموره كمسكنه و لباسه و وسائله, ولكننا في هذه الحياة الأكثر تعقيداً أصبحنا نخلط الأمور. و لكي نواكب الحياة, يجب أن نأخذ بهذه الأمور بعين الاعتبار و بطرقها العلمية الصحيحة. ما أريد قوله هو أن حياتنا أصبحت مواد من البلاستيك كل شي مصنع و الإنسان لا يكفيه طمعاً ولا جشعاً حتى الطعام تطاول عليه... بأعذار كثيرة ما هو معدل وراثياُ و ما هو عضوي و ما هو مضاف و ما هو صحي حتى أصبحنا نرى و نسمع أمراضا لم نكن نعلم عنها شيء. و دمتم بألف صحة و عافية.

بقلم

د. إياد محمد الشمري

دكتوراة علوم طبية

مستشار فني بإدارة الطب العلاجي